مراجعة Dragon’s Dogma 2 – عالم مظلم وتجربة RPG ضخمة

مراجعة Dragon’s Dogma 2 – عالم مظلم وتجربة RPG ضخمة

الانطباع الأول وبناء العالم

إذا كنت تبحث عن لعبة تقمص أدوار (RPG) “ثقيلة” بمعنى الكلمة—عالم واسع، قتال مباشر، ومغامرة لا تتوقف عند حدود المهمات الرئيسية—فإن مراجعة Dragon’s Dogma 2 – عالم مظلم وتجربة RPG ضخمة ستكون أقرب وصف لتجربتك مع اللعبة: لعبة تُغريك بالاستكشاف ثم تعاقبك إن استهنت بمخاطر الطريق، وتمنحك لحظات بطولية مفاجئة وسط فوضى قتالية قد تتحول في ثانية إلى كارثة.

اللعبة صدرت بتاريخ 22 مارس 2024 على PS5 وWindows وXbox Series X/S، وهو توقيت كان واضحًا أنه يستهدف جمهور الأكشن-RPG المتعطش لتجربة كبيرة ومفتوحة من شركة بحجم كابكوم. 

ومن المهم من البداية معرفة أن Dragon’s Dogma 2 ليست “نسخة محسّنة” من لعبة قديمة، بل مشروع يكمل فلسفة السلسلة: عالَم فانتازي مظلم، نظام قتال يعتمد على الحركة والتمركز، ومغامرة تُبنى على قراراتك العملية في الميدان أكثر من اعتمادها على أرقام قوائم طويلة فقط.

مراجعة Dragon’s Dogma 2 – عالم مظلم وتجربة RPG ضخمة: هل القصة هي البطل؟

القصة هنا ليست من النوع الذي يضعك في مسار سينمائي مغلق، بل من النوع الذي يعتبر الرحلة نفسها هي الحكاية: ما الذي يحدث عندما تخرج من المدينة ليلًا دون تجهيزات كافية؟ ماذا لو واجهت وحشًا أقوى من مستواك؟ وكيف تتعامل عندما تنهار الخطة لأن رفيقك سقط أو نفدت الموارد؟

أسلوب السرد يميل إلى “تجميع الصورة” عبر شخصيات ومواقف ومهام جانبية أكثر من كونه يعتمد على خط درامي واحد شديد الإحكام، وهذا قد يعجب اللاعبين الذين يحبون التقمص الحقيقي والعيش داخل العالم، بينما قد يزعج من يفضّل السرد السينمائي المتواصل.

الجميل أن اللعبة غالبًا ما تُشعرك بأنك “شخص داخل عالم”، لا “كاميرا تتبع قصة”، ولذلك تجد نفسك تتذكر مواقف صغيرة: كمين على الطريق، قافلة استنجدت بك، أو معركة انتهت وأنت بالكاد حيّ لأنك بالغت في الثقة.

العالم: ممالك وصراع وهوية فانتازيا

أحد أبرز أسباب نجاح التجربة هو تصميم العالم نفسه، لأن اللعبة تحاول أن تجعل البيئة شريكًا في اللعب لا مجرد خلفية. ستلاحظ أن التنقل ليس مجرد “اذهب من نقطة A إلى B”، بل سلسلة احتمالات: نهار/ليل، طرق آمنة/خطرة، تضاريس تُعيق الحركة، ومفاجآت تُجبرك على تغيير خطتك.

اللعبة تقدم مناطق وممالك بارزة مثل Vermund وBattahl، حيث يتم تقديم Battahl كموطن لقوم Beastren ذوي الطابع “الوحشي/القبلي” مقارنةً بأجواء بشرية أكثر في Vermund.

هذا التنوع في الهوية البصرية والبيئية يخدم فكرة “العالم المظلم” في العنوان، لأن الظلمة هنا ليست مجرد ألوان، بل شعور عام بأن هناك صراعات سياسية وثقافية وتهديدات خارج السيطرة، وأنك تتحرك داخل نظام أكبر منك.

إحساس المغامرة: لماذا الاستكشاف في Dragon’s Dogma 2 ممتع فعلًا؟

عندما تبدأ اللعب ستكتشف بسرعة أن المتعة لا تأتي فقط من قتال وحش ضخم (رغم أن ذلك جزء أساسي)، بل من الإيقاع اليومي للمغامرة: تجهيز نفسك، اختيار طريق، حساب الموارد، ثم التعامل مع ما يظهر أمامك دون ضمانات.

اللعبة تستثمر في فكرة “المسافة”؛ أي أن الطريق بحد ذاته محتوى. في كثير من ألعاب العالم المفتوح يكون الطريق فراغًا بين نشاطين، أما هنا فغالبًا الطريق هو النشاط: اشتباكات صغيرة، أحداث عشوائية، أو حتى لحظات هدوء تتغير فجأة عندما يحلّ الليل وتزداد المخاطر.

ومع ذلك، يجب وضع توقعات واقعية: أسلوب اللعبة مقصود أن يكون حادًا أحيانًا، ويجعل التخطيط جزءًا من المتعة، لذلك من الطبيعي أن تشعر في الساعات الأولى أن العالم “لا يرحم”، لكنه تدريجيًا يتحول إلى ملعب ضخم عندما تفهم قواعده وتبني فريقًا متوازنًا.

تقنيات التطوير ولمسة كابكوم

من الناحية التقنية، تم الإعلان عن تطوير اللعبة باستخدام RE Engine، وهو محرك كابكوم المعروف الذي استُخدم في عدة مشاريع كبيرة للشركة.

أهمية هذه النقطة للاعب ليست في اسم المحرك بحد ذاته، بل في النتيجة: تفاصيل بيئية كثيرة، مؤثرات قتال قوية، وحضور بصري يجعل الوحوش والمواجهات تبدو “ثقيلة” ومقنعة، خصوصًا عندما تتشابك عناصر عديدة في نفس اللحظة داخل ساحة قتال واحدة.

سيتم الان الدخول في قلب التجربة: نظام القتال، الوظائف (Vocations)، ولماذا يعتبر نظام الرفاق أحد أسرار هذا المقال، مع شرح عملي يجعل مراجعة Dragon’s Dogma 2 – عالم مظلم وتجربة RPG ضخمة مفيدة حتى لو كنت لاعبًا جديدًا تمامًا.

القتال والوظائف (Vocations) ونظام الـ Pawns

في قلب مراجعة Dragon’s Dogma 2 – عالم مظلم وتجربة RPG ضخمة يوجد سبب واحد يجعل اللعبة “تُؤكل أكلًا” بالساعات: القتال. المعارك هنا ليست مجرد ضغط أزرار، بل مزيج بين تمركز ذكي، قراءة حركة العدو، إدارة فريقك، واستغلال التضاريس. والنتيجة أنك قد تبدأ اشتباكًا وأنت واثق، ثم تنتهي وأنت تركض في الظلام تبحث عن طريق للهروب لأن وحشًا جديدًا قرر أن ينضم للحفلة!

الجميل في Dragon’s Dogma 2 أن القتال لا يبيعك وهم “السهولة”؛ بل يضعك أمام معادلة واضحة: لو لم تحضر جيدًا، فالعالم سيعاقبك. وهذا ما يجعل كل انتصار له قيمة، خصوصًا عندما تواجه أعداء أقوى من مستواك وتفوز بالحيلة لا بالقوة الخام فقط.

مراجعة Dragon’s Dogma 2 – عالم مظلم وتجربة RPG ضخمة: لماذا القتال ممتع؟

متعة القتال تأتي من كونه حركيًا وتفاعليًا. أنت لا تقف مكانك تنتظر دورك، بل تتحرك وتُغيّر الخطة باستمرار. حتى “أخطاء صغيرة” مثل اختيار زاوية اشتباك سيئة أو تجاهل الليل قد تتحول إلى سيناريو مرعب، لأن كثافة المخاطر ترتفع عندما تتراكم العوامل ضدك.

كذلك، تصميم المواجهات يجعل “الحدث” يتطور: قد تبدأ معركة ضد مجموعة عادية، ثم يظهر تهديد أكبر، ثم تسقط أنت أو أحد رفاقك فتتغير الأولويات. هذا النوع من المعارك المتبدلة يعطي اللعبة طابعًا سينمائيًا دون الحاجة لمشاهد سينمائية طويلة.

نصيحة سريعة قبل التعمق

  • لا تتعامل مع كل قتال كأنه “لازم نفوز الآن”؛ أحيانًا الانسحاب هو القرار الصحيح.
  • راقب وقت اليوم؛ الليل أخطر، ويُغيّر طبيعة الاستكشاف والمعارك.
  • كوّن فريقًا يغطي نقاط ضعفك بدلًا من تكرار نفس الدور أربع مرات.

الوظائف (Vocations): التنوع الذي يصنع التجربة

من أقوى نقاط اللعبة أنها تقدم نظام وظائف/كلاسات واضح ومتنوع، يغيّر أسلوب لعبك بالكامل. على مستوى الإطلاق، تتوفر 10 وظائف (Vocations) مختلفة، وهي: Fighter وArcher وThief وMage وWarrior وSorcerer وMagick Archer وMystic Spearhand وTrickster وWarfarer. 

الأجمل أن هذه الوظائف ليست مجرد “سلاح مختلف”، بل فلسفة لعب مختلفة: وظيفة تعني إيقاع قتال مختلف، نقاط قوة وضعف مختلفة، ودور مختلف داخل الفريق. وهذا يخدم فكرة أن مراجعة Dragon’s Dogma 2 – عالم مظلم وتجربة RPG ضخمة ليست عن “شخصية واحدة”، بل عن بناء أسلوب لعب كامل يناسبك.

كيف تختار الـ Vocation المناسبة؟

  • Fighter: مناسب لمن يحب القتال القريب والدفاع واستخدام الدرع (أساسيات “التانك”).
  • Archer: للضرر من مسافة والتحكم في ساحة المعركة عبر الاستهداف. 
  • Thief: سريع، مراوغ، يعتمد على تفادي الضربات بدل امتصاصها.
  • Mage: دعم وعلاج ومساندة مع قدرات سحرية مفيدة داخل وخارج القتال.
  • Warrior وSorcerer: خيارات أقوى وأكثر “تخصصًا” لمحبي الضربات الثقيلة أو السحر القوي.
  • Trickster وMystic Spearhand وMagick Archer وWarfarer: وظائف متقدمة/مميزة تضيف عمقًا كبيرًا لمن يحب بناء أساليب لعب غير تقليدية.

نقطة مهمة: اللعبة تشجعك على التجربة بدل الالتزام المبكر. تغيير الـ Vocation ليس “خيانة” لشخصيتك، بل هو جزء من تصميم Dragon’s Dogma 2، لأنك قد تحتاج أسلوبًا مختلفًا حسب المنطقة، وحسب نوع الأعداء، وحسب تكوين فريق الـ Pawns.

نظام الـ Pawns: رفاقك الذين يصنعون الفارق

لا يمكن كتابة مراجعة Dragon’s Dogma 2 – عالم مظلم وتجربة RPG ضخمة دون الحديث عن نظام الـ Pawns؛ وهو النظام الذي يجعل اللعبة تشعر كأنها RPG تعاونية حتى وهي Single Player. أنت تمتلك Main Pawn أساسي (قابل للتخصيص) يرتبط بشخصيتك، ويمكنك ضمّ Pawnين إضافيين ليصبح حجم الفريق 4.

الفكرة الأهم أن هذه الـ Pawns ليست مجرد “كمبارس”، بل لها سلوكيات ودور واضح داخل الفريق، وتستطيع ملء الفراغات: معالج، ضرر عن بعد، ساحر، أو حتى دعم تكتيكي. وبسبب إمكانية الاستعانة بـ Pawns الآخرين، يصبح بناء الفريق أقرب لبناء “Squad” في لعبة تكتيكية، لكن داخل عالم مفتوح ومواجهات حية.

أفضل تركيبة فريق للمبتدئين

  • أنت: Fighter أو Thief (للتعامل المباشر).
  • Main Pawn: Mage (للعلاج والدعم). 
  • Pawn إضافي: Archer (ضرر مستمر من بعيد).
  • Pawn إضافي: Sorcerer أو Warrior (حسب تفضيلك للتفجير السحري أو القوة البدنية).

هذه التركيبة ليست “الأفضل دائمًا”، لكنها عملية جدًا لأنها تمنحك علاجًا ثابتًا وتوزيع أدوار واضح، خصوصًا في الساعات الأولى عندما يكون الخطأ مكلفًا.

جدل الأداء والمشتريات داخل اللعبة

من المهم أن تكون مراجعة Dragon’s Dogma 2 – عالم مظلم وتجربة RPG ضخمة صادقة: اللعبة تعرضت لانتقادات مبكرة على الحاسب بسبب الأداء (خصوصًا تذبذب الإطارات) وكذلك بسبب وجود مشتريات داخل اللعبة في اليوم الأول. 

كابكوم علّقت رسميًا على هذه النقاط واعتذرت عن الإزعاج، وذكرت أن بعض مشاكل الأداء مرتبطة بضغط كبير على المعالج عند ظهور عدد كبير من الشخصيات في نفس الوقت، وأشارت إلى العمل على تحسينات عبر تحديثات.

الخلاصة هنا: إن كانت التجربة على جهازك مستقرة فستحصل على واحدة من أمتع منظومات القتال والرفاق في هذا الجيل، لكن من الحكمة دائمًا متابعة التحديثات وضبط الإعدادات حسب المنصة التي تلعب عليها.

في القادم سيتم التركيز على تصميم المهمات، الاستكشاف الحقيقي (وليس السياحة)، وكيف تؤثر اختياراتك وتجهيزاتك على تجربتك داخل العالم، مع نصائح عملية تجعل دخول اللعبة أسهل بدون حرق للأحداث.

تصميم المهمات والاستكشاف والتقدم داخل العالم

عندما نتحدث عن مراجعة Dragon’s Dogma 2 – عالم مظلم وتجربة RPG ضخمة من زاوية “المحتوى الحقيقي”، فالأمر لا يتوقف عند القتال فقط، بل يمتد إلى طريقة اللعبة في بناء مهماتها وإجبارك على التعايش مع العالم كما هو: كبير، خطر، وغير مضمون النتائج.

الكثير من ألعاب الـ RPG الحديثة تُطمئنك بأن كل شيء تحت السيطرة: خريطة مليئة بالعلامات، مسار واضح، وسفر سريع يختصر كل شيء. هنا الفلسفة مختلفة؛ اللعبة تريدك أن “تعيش الرحلة” وأن تشعر بقيمة كل خطوة، ولهذا ستجد أن أجمل لحظاتك ليست دائمًا في المهمة الرئيسية، بل في المسافة بين مهمة وأخرى.

مراجعة Dragon’s Dogma 2 – عالم مظلم وتجربة RPG ضخمة: المهمات ليست خطًا مستقيمًا

المهمات في Dragon’s Dogma 2 غالبًا مبنية على مبدأ: “اذهب واكتشف”، وليس “اذهب ونفّذ ثم عد”. ستواجه مهامًا تبدأ بسيطة ثم تتفرع بسبب حدث طارئ، أو بسبب طريقة تعاملك مع موقف ما، أو لأنك قررت أن تستكشف كهفًا قريبًا قبل العودة—فتكتشف أن قرارًا صغيرًا جرّك إلى مغامرة كاملة.

الأهم أن اللعبة لا تُعامل اللاعب كأنه “موظف توصيل”، بل تحاول أن تخلق مواقف: شخص يحتاج حماية في طريق خطر، وحش يقطع مسار القافلة، أو منطقة تصبح أكثر تهديدًا مما توقعت. هذا النوع من التصميم يجعل كل مهمة قابلة لأن تتحول إلى قصة تتذكرها، وليس مجرد سطر في قائمة.

قد يزعج هذا الأسلوب من يحب الإرشاد الكامل، لكن من يحب RPG تعتمد على التجربة وتقبل العواقب سيجد نفسه مدمنًا على فكرة: “طيب خلينا نجرب طريق ثاني”، ثم ينتهي به الأمر في منتصف الليل داخل غابة يتمنى لو لم يدخلها.

الاستكشاف: مكافآت… ومخاطر

الاستكشاف هنا ليس ديكورًا، لأن اللعبة تعطيك أسبابًا حقيقية للخروج من المسار. ستجد مناطق جانبية، كهوف، طرق مختصرة، وغنائم قد تقلب ميزان قوتك في الساعات الأولى. وفي المقابل، ستجد كمائن، وحوشًا أكبر من قدرتك، ومعارك تستهلك مواردك بشكل قاسٍ.

جزء من متعة مراجعة Dragon’s Dogma 2 – عالم مظلم وتجربة RPG ضخمة أن اللعبة لا تعدك بأن كل استكشاف “عائد مضمون”. أحيانًا ستخاطر وسترجع بأقل من المتوقع، لكنك ستربح خبرة حقيقية: فهم أفضل للخرائط، معرفة متى تتجنب القتال، ومتى تبحث عن أرض مرتفعة أو ممر ضيق لتحول المعركة لصالحك.

كيف تستكشف بذكاء؟ (بدون حرق)

  • اجعل هدفك من الخروج واضحًا: جمع موارد، فتح مسار، أو إنهاء مهمة، ولا تحاول “كل شيء في طلعة واحدة”.
  • لو شعرت أن القتال يطول ويستنزفك، فكّر في الانسحاب؛ الاستكشاف ليس اختبار شجاعة فقط.
  • راقب البيئة: بعض الأماكن تعطيك أفضلية (ارتفاع/ممرات/حواجز) بدل المواجهة المكشوفة.
  • خذ معك دور دعم دائم (علاج/تعزيزات) لأن المفاجآت كثيرة، خصوصًا بعيدًا عن المدن.

التقدم وبناء الشخصية: لا توجد “اختيار خاطئ”

الجميل في نظام التقدم أن اللعبة تشجع التجربة. تغيير أسلوب اللعب ليس عيبًا، بل أداة، لذلك ستشعر أنك تستطيع إعادة تشكيل شخصيتك حسب المنطقة أو حسب نوع الأعداء الذين تواجههم. قائمة الوظائف (Vocations) نفسها تمنحك تنوعًا كبيرًا يصل إلى 10 وظائف مختلفة، ما يجعل إعادة اللعب أو تغيير البناء داخل نفس الملف أمرًا منطقيًا وممتعًا. 

عمليًا: قد تبدأ كمحارب قريب المدى لأن ذلك أسهل، ثم لاحقًا تتحول إلى أسلوب بعيد/سحري عندما تحتاج السيطرة على معارك معينة. الفكرة أن اللعبة تكافئ المرونة، وتمنحك مساحة لتصحيح المسار دون أن تشعرك بأنك “ضيّعت” ساعات لعبك السابقة.

فلسفة الفريق: أنت لست وحدك

أحد أسباب أن التجربة تبدو “ضخمة” فعلًا هو أن اللعب مبني على فريق من 4: شخصيتك + رفيقك الأساسي + رفيقان إضافيان، وهذا يجعل إدارة الفريق جزءًا من الاستراتيجية اليومية، لا خيارًا ثانويًا. 

وجود الفريق لا يعني أن الأمور أسهل دائمًا، لكنه يمنحك أدوات لحل المشكلات: عندما تكون وحدك فأي خطأ قد ينهي كل شيء، أما مع فريق متوازن فستجد حلولًا أكثر—دعم، علاج، ضرر عن بعد، أو تشتيت انتباه العدو.

تكوين فريق عملي (حسب هدفك)

  • للاستكشاف الطويل: ركّز على الاستمرارية (علاج + ضرر ثابت + دور قريب يحمي البقية).
  • للزعماء: ارفع ضرر الانفجار (سحر قوي أو ضربات ثقيلة) مع عنصر دعم يبقي الفريق حيًا.
  • للمهام التي تتطلب تنقلًا: اختر أدوارًا تساعد على السيطرة من مسافة لتجنب الاشتباكات غير الضرورية.

ملاحظات تقنية تؤثر على تجربتك

من النقاط التي أثرت على سمعة الإطلاق مبكرًا أن اللعبة واجهت انتقادات على الحاسب تتعلق بالأداء، وتحديدًا ضغط المعالج عند وجود عدد كبير من الشخصيات في المشهد، مع اعتذار رسمي من كابكوم عن الإزعاج والإشارة للعمل على تحسينات عبر تحديثات. 

لذلك، عند تقييم تجربتك الشخصية داخل مراجعة Dragon’s Dogma 2 – عالم مظلم وتجربة RPG ضخمة من المهم التفريق بين “جودة التصميم” و“سلاسة الأداء”؛ التصميم ممتاز عندما يعمل كما ينبغي، أما الأداء فيعتمد كثيرًا على المنصة والإعدادات والتحديثات المتاحة.

ملاحظة قد تفيدك

ما يميز Dragon’s Dogma 2 أن اللعبة لا تحاول أن تُرضي الجميع: إنها RPG تتعمد أن تجعل الاستكشاف مخاطرة، والمهمة مغامرة، والفريق قرارًا مصيريًا. وهذا بالضبط ما يمنح عنوان مراجعة Dragon’s Dogma 2 – عالم مظلم وتجربة RPG ضخمة معناه الحقيقي: عالم لا يبتسم لك دائمًا، لكنه يكافئك عندما تتعلم كيف تلعب بشروطه.

في القادم سيتم تقديم تقييم نهائي واضح (الإيجابيات/السلبيات)، لمن تُناسبه اللعبة، ونصائح شراء سريعة حسب نوع اللاعب والمنصة—بدون إطالة أو حرق.

التقييم النهائي — مراجعة Dragon’s Dogma 2 – عالم مظلم وتجربة RPG ضخمة

وصلت اللعبة إلى نقطة “الحكم”: هل تستحق وقتك ومالك فعلًا؟ في هذا الجزء الأخير من مراجعة Dragon’s Dogma 2 – عالم مظلم وتجربة RPG ضخمة سيتم وضع التجربة على الميزان بشكل عملي: ما الذي تفعله اللعبة بشكل ممتاز، أين تتعثر، ولمن تُعتبر شراءً مضمونًا ومن الأفضل أن ينتظر تحديثات أو خصمًا.

Dragon’s Dogma 2 صدرت في 22 مارس 2024 على PS5 وWindows وXbox Series X/S، وهو ما يجعل قرار الشراء مرتبطًا أيضًا بمنصتك ومدى اهتمامك بالأداء مقابل الطموح.

مراجعة Dragon’s Dogma 2 – عالم مظلم وتجربة RPG ضخمة: نقاط القوة

أول نقطة قوة واضحة هي القتال: ديناميكي، “ثقيل” الإحساس، ويكافئ التمركز الصحيح وإدارة الفريق بدل الاعتماد على مستوى الشخصية فقط. اللعبة تجعل كل مواجهة قصة صغيرة، خصوصًا عندما تختلط عدة تهديدات في نفس المساحة وتضطر لتبديل الخطة لحظيًا.

ثانيًا، نظام الوظائف (Vocations) هو أحد أعمدة المتعة؛ لأن اللعبة تقدم 10 وظائف مختلفة تشمل مثلًا Fighter وMage وThief وArcher، بالإضافة إلى وظائف أكثر تميزًا مثل Mystic Spearhand وTrickster وWarfarer.

ثالثًا، نظام الـ Pawns يجعلها تبدو كأنها لعبة تعاونية حتى وهي فردية: فريق من 4 (أنت + الرفيق الأساسي + رفيقان إضافيان) يخلق عمقًا تكتيكيًا في كل مشوار خارج المدينة، ويحوّل بناء الفريق إلى “لعبة داخل اللعبة”.

أخيرًا، على مستوى التقنية والهوية البصرية، تم الإعلان أن اللعبة مبنية على RE Engine، وهذا يفسر لماذا المشاهد القتالية والوحوش والبيئات عادةً تبدو قوية الحضور ومليئة بالتفاصيل عندما يكون الأداء مستقرًا.

نقاط الضعف والجدل

أكبر نقطة سلبية ليست في الفكرة العامة، بل في “كيف تعمل” التجربة على أرض الواقع لبعض اللاعبين، خاصة على الحاسب وقت الإطلاق؛ حيث ظهرت شكاوى من الأداء وتذبذب الإطارات، مع اعتذار من كابكوم عن الإزعاج والإشارة إلى أن بعض المشاكل ترتبط بحِمل كبير على المعالج عند وجود عدد كبير من الشخصيات في المشهد.

كذلك، وجود مشتريات داخل اللعبة (Day-1 microtransactions) كان سببًا في موجة انتقادات واسعة لأنها تُرسل انطباعًا غير مريح، حتى لو كانت عناصر يمكن الحصول على كثير منها داخل اللعبة بطرق طبيعية (وهنا تختلف التجربة من لاعب لآخر حسب حساسيته تجاه هذا النوع من الممارسات).

نقطة ثالثة قد تُحسب عليها هي أن طريقة السرد وبناء المهام لا تُمسك بيد اللاعب دائمًا؛ هذا ممتاز لعشاق “التيه الجميل” والاستكشاف، لكنه قد يكون مرهقًا لمن يريد إرشادًا واضحًا طوال الوقت أو قصة خطية قوية الإيقاع.

هل التقييمات النقدية تدعم اللعبة؟

على مستوى التقييمات المجمّعة، تشير بيانات Metacritic (كما تُعرض في صفحات التجميع) إلى متوسطات قوية عبر المنصات (مثل 88/100 على PC و86/100 على PS5 و86/100 على Xbox Series X/S وفق العرض المُدرج).

هذه الأرقام لا تعني أن اللعبة “خالصة من العيوب”، لكنها تعكس أن جوهر التجربة (القتال + الاستكشاف + نظام الرفاق) كان مقنعًا جدًا للعديد من المراجعين رغم الجدل التقني.

لمن تُناسب Dragon’s Dogma 2؟

هذه اللعبة مناسبة جدًا للاعب الذي يحب RPG تعتمد على المواقف: أن تخرج في رحلة فتتحول فجأة لمعركة بقاء، وأن تُغيّر خطتك لأن الطريق خطر أو لأن الليل حلّ عليك وأنت بعيد عن الأمان. وهي مناسبة أيضًا لمن يحب بناء فريق وتجربة أدوار مختلفة بدل الالتزام بكلاس واحد طوال اللعبة.

بالمقابل، قد لا تكون خيارك المثالي إن كنت تريد عالمًا مفتوحًا “مُسهلًا” بعلامات لا تنتهي على الخريطة وإيقاعًا لا يهدأ، أو إن كانت الأولوية القصوى هي أداء ثابت من اليوم الأول على الحاسب (خصوصًا لمن يتحسس من تذبذب الإطارات).

نصائح شراء سريعة

  • إن كانت الأولوية هي التجربة الصافية (قتال + استكشاف + Pawns)، فاللعبة من أفضل ما قدمته كابكوم في الأكشن-RPG على هذا الجيل.
  • إن كانت الأولوية هي الأداء على PC، فالأفضل التأكد من آخر التحديثات ومراجعة وضع جهازك؛ لأن مشاكل الأداء وقت الإطلاق كانت نقطة جدلية موثقة وتمت الإشارة لها رسميًا.

الخاتمة: مراجعة Dragon’s Dogma 2 – عالم مظلم وتجربة RPG ضخمة

خلاصة مراجعة Dragon’s Dogma 2 – عالم مظلم وتجربة RPG ضخمة: هذه لعبة لا تحاول أن تكون “مناسبة للجميع”، بل تُراهن على المغامرة القاسية والقتال العميق وبناء الفريق، وعندما تنجح في ذلك تمنحك لحظات لا تُنسى. إن تم تقبل عيوبها التقنية (أو لعبها على منصة تمنحك تجربة أكثر استقرارًا)، فستحصل على RPG ضخمة فعلًا، بعالم مُظلم يبتلع ساعاتك دون أن تشعر.

Mohamed Talaat
بواسطة : Mohamed Talaat
اعشق الالعاب بشكل هستيرى وخصوصا العاب الاون لاين العالم المفتوح pve وبالتحديد mmorpg واحب ايضا التصميم بالفوتوشوب والبرييمير والافترافكت واجيد برمجة المواقع بال html و css واجيد التعامل مع بلوجر و الوردبريس هذا بجانب كونى محاسب بوزارة العدل
تعليقات